أقرئك اشتياقي وحنيني
أشتقتك
فقدتك
نعم اليوم استيقظت لألقي كلماتي
حروف لن تصلك
لكني فقدتك
هل تعجب كيف وصلت اليوم لتلك الحقيقة المفرغ منها كل خلافاتنا
لا أدري .. و لن تجد إجابة عندي حقاً
استيقظت لأجدني فقدتك
ألم تتساءل يوماً كيف فقدتك ؟
لا أعرف و لا أظنني يوماً سأعرف !!
لكني لا زلت احبك ..
لازلت أغفو على رائحتك ..
أقلت لك قبلاً إنني لا زلت احتفظ بزجاجة من عطرك ؟
أنبهتك يوماً لعشقي لبحر عينيك العسلي ..
لا زلت أغرق بهما صباحاً لأرسو على أمان ذراعيك ليلاً ..
أتنشق عبيرك المعطر لوسائدي الخاوية ..
أفاجأتك صبيحة يوم بأني لا أستطيع الرؤية سوى بك ..
أأريتك بمقلتي كيف تكون نظرة العاشقة دون خلطها بخوف الحبيبة ..
أأخبرتك لمرة كيف يحيا قلبي ببعدك ..
أو لعلي كنت باحتياج لأن أتلقى عزائك بغربته عنك ..
ألي أن أخبرك كيف لا زلت أحيا لحظة ارتمائك على ذراعي و أنفاسك تتقطع بين همساتك " دعيني أموت على صدرك "
يا ربي لا زلت أتذكر عبراتي المنسدلة .. كأني أريدك أن تستنشق أنفاسي فلا أفقدك ..
و مع هذا .. ها أنا فقدتك
أأعلنت لك عنادي مرة عن التنازل عن حبك الساكن بخبايا العمر ..
أأخبرتك أني لا زلت أجول دروبنا و أماكننا السرية ..
لا زلت اجلس إليك أواخر ليالي العمر لأحدثك عني و لأحلم معك ..
لا زلت حولك و لا زلت معي لم يتغير شيء ..
لكني نحيت خلافاتنا جانباً .. و أبقيت العشق ..
أتعلم لما أعلنها اليوم ؟!
انه نفس اليوم الذي طلبت مني أن أدعك بين ذراعي و أنفاسك تتقطع و عبراتي أخفيها عنك ..
لتستيقظ صباحاً لتخبرني ببساطة
" لم أرغب بشيء سوى أن أغفو على ذراعيك للأبد "
قاطعتك سريعاً أنهرك ..
لكن أتعلم لقد حُفرت كلماتك بالقلب ..
فلطفاً .. كن بخير .
قال لي رجلاً ذات يوم هو أنت:
صغيرتي ليس لي سواكِ لا أستسيغ حياتي دونك ..
حب العمر كنتِ و لا زلتي ..
و لن تكون لي بعدك حبيبة تسكن أحلامي الحيرى ..
ارتعشت كلماتك على أوتار قلبي ..
و ارتعت لغفوتي عن حبك ..
فارتعدن نبضاته ..
و انتفض قلبي من غفوةٍ دامت عمراً ..
لأعلنها إليك .. أحبك ..
و تأخذني أحلامي بك .. لأتدثر بحبك ..
ليقيني صقيعا لازمني لفصولٍ .. خلتها دامت أبداً ..
تمر أيامي بحبك .. ليمر حبك من أيامي ..
ليغمرني صقيع لا يذوب بعدك .
ترانيم كلماتك تحفر بذاكرتي
يصدح حولها صفير فراقك
أطلقهما خلف صافرة رحيل تدوي
ترحل عيناي مع كل قطار مغادر
أترقب نزوحك بعيداً
مستسلمة أنا لملحمة وداع جديد
تعود عيناي تقف عليك قليلاً
حتى تطلق صافرة رحيل أخرى
و كلماتك ترسم بقلبي خارطة حزن و بقايا مدن من احلام خربة
أتاملك بقناع دماثة مفتعلة
أو لعلها بقايا روح لم تخنع للهزيمة
أستسلم
متعجلة موعد رحيلك
أتلهف لصافرة قطارك
تشفق علي طول أنتظاري
أودعك سريعاً
بلهفة أغادر
عبراتي تتجمد
لتظل ألماً لا يغادرني
مع صافرة قطارك
صباحاً أتيتك هنا .. لأنعم بقربك بين صفحاتي
أسطر أليك بضع كلماتٍ على عجل
أشتقتك
فأتيتك أُسكِن ذلك الشوق بحروف .. لن تصل يوماً أليك
مجنونة أنا؟!
نعم قد أكون جننت
و لكن هل هناك عشق لا يسكنه بعض جنون
سريعاً اغلق دفاتري
أمضي عنك
أطوي صفحاتي
أتوه بساعات يومي
و تظل ترانيمي سرية
تصدح بشرايين العمر
لا زلت آتي هنا لأترنم بعشقك آواخر كل ليلة ..
فكل العمر بعدك شتاء لا ينتهي ..
تتبدل الفصول ,, و رياح الليالي تهدأ ليحتلها نسيم هذه الصيفية ..
و لا تزل آخر شتوية تحتلني دون مهادنة ..
و ترانيم القلب لا تمل عزفها و نزفها ..
قدري كان حبك الناشب بأعماقي .. ليعصف بليالي العمر بعدك ..
آتي هنا لأجالسك و أترنم لك بعشقي الباقي ..
تمضي الليالي و لا أمل عشقك ..
تمتد السنوات فأغبطني على حبك المحتل لكياني ..
نعم . كان قدري هذا القلب العاشق ...
هل كنت سأعرف طريقي للقلم .. الا بحبك !!
و كيف لي أن أتوب عنه و هو ترنيمتي السرية ..
أهمس بها كلما ضقت بما حولي
أهرع أليها أذا ما جافتني كلماتي .. فأتجرع منها ما يروي قلبي .
لا زالت الليالي تمتصني بكآبة معهودة ,,
أنهار بنهايتها فى غفواتٍ متقطعة تنهكني فلا أهدأ و لا أنساك ,,
لا تزل تشتاق أليك أحلامي ,, أهرب منك فيها ,,
أستكين أليك ليالي طويلة ,, و أتنصل بنهاري من عشقك
و لا أصل لنهاية ,,
أًغرقني بدوامة شرسة ,,
أتهرب من أدانتي بحبك ,, لأجد أحلامي تشي بهِ ليلاً ,,
أكتفي منك بأضغاث تمزقني ,,
أكرهني و لا أستطيع كرهك ..
أمقت أحلامي ,, و لا أتوب من أشتياقي أليك
نعم .. أشتاقك
لكني سأنكرها كل صباح ,,
و تظل خطيئتي الكبرى هي أحلامي .
يوما بعد يوم
ما زلت أستيقظ لأنفض غيمات الكرى من أجفاني ..
نهاراً تلو الآخر لم أزل أكرر لنبضات القلب انك لم تعد هنا ..
تمر الساعات مشتتة ما بين تملصي من تفصيلاتنا الناشبة بأعماق ذكرياتي ..
أتيه بدوامة حياتية كئيبة ،، مدعية متعة لم أعد اتذكر ملامحها ..
أطلق ضحكات جوفاء لم يعد لها صدى يذكر ..
تتبدد الايام و لازلت أدعي جاهدة أني قد برأت من حبك ..
ثم أستسلم لغفواتي القلقة بليلا كئيب أسود ..
فلا ألتقي باحلامي بصيص املاً سواك وحدك .
دائماً ما عودتني الأقدار .. أنه الأبعد تصوراً مني .. هو الأقل تخيلاً بأحلامي
و كأنه فى أقتحام قلبي جاء متسللاً بنعومة فائقة لا أعيرها أهميةً تذكر بدءأً .
حتى أذا ما ملكني .. أصبحت لا أذكر كيف كان العمر قبله !!
عجباً لذاك السحر الذى يغلف عيناي فلا أرى شيئاً بالوجود سابقاً عنه
!!
فمن قال ان القلب قد يقف يوماً عن نبضه ؟!
و من ذا .. من يظن أن حبيباً مضى .. قد يحكم على قلبي بأن يخبو بريقه ؟!
فلا رحيله يطفأ تأجج مشاعري
و لا يجعل قلبي يمل نبضه من بعده
.. فعفواً ..
من ذا الذي ذكراه تستحق أن أحجب أشراقة قد لمست قلبي
!!
أنما حبيباً مضى عهده و ولى .. يستحق جزءاً يومض بين حين و آخر بحنايا ذكريات عمري
جالسة وحدي .. و مختلية بأفكاري آتاني صوتاً أخرجني من عزلتي .. لبرهة لا أعي ما كنهه .. حتى أدركت أنه هاتفي .. نهضت سريعاً أجيبه
و آتاني صوته
!!
هل هو صوته حقاً !! .. يا الله أحقاً ما أسمعه ؟
عجباً !! دائماً ما كنت أتعجب من أحترافه أختيار ميعاد وصوله
لحظات طويلة فكري متجمد على شيئاً وحيد .. كيف له ان يختار هذا الوقت دون غيره
مرت ليالي طويلة
و أيام أكثر لا يجمعنا حديث .. حتى انه قد لا يخطر على خواطري العابرة
و اليوم فقط تذكرته و خشيت أن أهاتفه لحاجتي أليه .. ففاجأني صوته بدفء أشتقت أليه
مرت دقائق أو ربما ساعات .. لا أعي شيئاً سوى أني أشبعت شوقي لدفئه .. و رزانته تعيد لي توازني ..
أشرق صباحي .. و غفوت على صوته يخبرني بأنه هنا .. جانبي حتى أرسو بأمان
ظللت أصحو و أغفو و صوته يهديني الأمان و يهدهدني
آه يا ربي كم أفتقدت ذاك الدفء
حبي لك ..
رقته كالزبد الطافي فوق الأمواج ..
بريقه كبريق الرعد يخبو و يلمع منيراً بالسماء ..
نقاءه كبياض قمم الجبال في عناقها للأفق ..
ثورته كالطوفان الهائج ..
توهجه كما بركان ثائر ..
معذرةً ..
تصحيحاً ..
هكذا كان حبي لك !!
ما وجد النوم سبيله لى طوال ليلتي ..
على جمر أتقلب محاولة أيجاد سبيلاً له ، لعلي أنسى ما صار
أن أغرق فى أحلام تنتزعنى مني .. تبدد جراحي الجاثمة على صدري ,
أتوه كثيراً بتفصيلاتك ، ساهرة تظل تملك فكري ، و تساؤلاتي تقتلني ، لماذا أنا دون غيري !!
رددتها كثيراً ، حتى لم اعد أعي شيئاً ، الا أني أذنبت لحظة أن منحتك قلباً برصاصك أدميته .
بأواخر هذه الشتوية , جلست أسطر أليك أسطري الأخيرة
أنعزلت بتلك الغرفة ,, نعم هي دون غيرها !!
من شهدت أبجدية مشاعرنا ,, من تسمعت معنا دقات عشقنا
هل تعمدت اختيارها ؟ حقاً لا ادري ,, أو قد اكون !!
هكذا أنا عودت نفسي بسنواتي الأخيرة , , أستأصل بعضي ,, أقتل نبضاتي على مرأى مني !
أأستعذاباً لألمي ؟ أم بتراً لجرحي ؟
لن أتيه فى اجاباتٍ لم تعد تجدي .
لكني ها هنا أقوم ببتر ذاك المكان القصي النابض بعشقي ,, أجلس بنفس المكان ,, أستحضر ذا الأحساس ,, أحاكي تلك الفرحة الراقصة من حولي يوم أحتلتني حروف حبك .
جبارة أنا ؟!
نعم حولتني الجراح لمتجبرة ,, و لست بحزينة
و لا أموت بكل لحظة ألماً على ما تحولت أليه
و لما أحزن ؟! ,, ألست انا الأقدر على أستأصال نبضاتي خيراً منك ؟!
و هل هناك من هو أفضل مني على بتر حبي ,, برحمة و مهارة ؟!
قد تتسائل لما الآن أكتب عنك !
و ما غايتي بكلماتٍ هي آخر ما أسطره لك ؟
الأمر بكل بساطةٍ متناهية ,, هو أن الأعزاء لا نكتب عنهم ابداً ألا بعد رحيلهم .
و هل هناك من هو الأغلى بعمري ؟
ألم نتشدق بها كثيراً ؟ ! ,, ألم نتشاكس مراراً على من كان الأسبق بالتفوه بها ؟
و ما زلت على ما تشدقنا به ,, مازلت مصرة بأنك الأغلى ,, الأروع
عذراً ,, لقد نسيت ان أخبرك ,,
الرحيل له سحراً لا يقاوم بالحَكايا ,,
أنه يضفي علينا عبق الماضي ,, سحر الذكري ,, أنين الحنين للأحبة
لذا آثرت أن أكتب عنك الآن ,, بهذه اللحظة دون غيرها ,, حتى أظل أتذكر بتري لأغلى نبضة بقلبي .
ما بين مد و جزر الأحلام أحلق فرحةً تارة .. و مذبوحة حنين تارة أخرى
مؤلم ذاك الحنين القابع داخلي .. ما بأستطاعتي الفكاك منه و نسيانك و نسيانه .. و لا البقاء فرحةً .. فأحيا فرحةُ لقائك
بدايةً أيقنت بك غدراً
تنسمت أفكاً .. أصبحت أحسن أستشعاره
لكـــن هل أعترفت أحلامي
!!
هل أجهضْ الحنين بعد ما أعياني طول أنتظاري
!!
حالمة بك تسربت أيامي
مستسلمة عشقاً ظللت أقبع خلف جدراني
و حنيناً شرهاً يمزقني ,, حتى مزق بقايا أحلامي
بليلة ساهرة من ليالي هذه الشتوية ,,
جلست متوحدة معك و نغمات ساحرة تشدني أكثر لأحضان قلبك
أهيم معك عشقاً أذاب قلبي دفئاً يقيني برودة ليلتي
آهً سيدي ,, كم مضت بنا ليالي مع تلك النغمات الناعمة ,,
و لكــــن ,,
بقيت النغمات .. و أنعادت ليالي الشتاء
و مضينا نحن ,, كلاً لا يعلم منتهاه .
أتوه داخلي لليلة أخرى .. يبتلع قلبي سواد حالك ..
أعلم أنها سفاهة جديدة تضم لقائمة سقطاتي ..
أزفر أنفاسي بصعوبة بالغة .. أنوء بألمي فأصرخ هامسة .. أنها ليلة جديدة ليس أكثر ..
أنهض أستتر بستائري .. أنظر فى الاشىء .. أراك بعيداً هناك .. تتبسم ناظراً لي ..
أردد أبتسامتك فرحة ببزوغك متخللاً ظلمتي ..
مشرقةً تنتهي ليلتي .. لا مدركة كم مضى ، أستتر بستائري ؟!
أعود باسمة .. يحتضنني مخدعي .. أضم بسمتك ..
يمتصني الكرى مرددةً .. يالا جمالك ليلتي !!
هل يشعر أحداً مثلي ؟!
فرعاً يابساً تتخبطه الرياح حتى يكاد أن يكسر ..
جسداً تتآكله الأحزان .. لا يدري أحداً عنه خبراً ..
قلباً وحيداً تخبو نبضاته فلا تكاد أن تسمع ..
صمتٌ ,,
أستمع نحيبه يعلو تارة ثم يخبو بهدوء .. فيعاود صراخه متسائلاً :
من يدري عني .. من سيحزن لفراقي .. من سيبكيني .. من و من !!
أسئلة متلاحقة لم تستطع ان تلتقتطها أذناي .. بين نحيبه و تهدج نبراته الحزينة ..
ظلت تلاحقني طوال ليلتي .. و أفكر كيف كان لي أن أجيبه بقسوة :
لا تفكر بعد الرحيل .. فبما سيفيدك البكاء عليك !!
ليلتي مرت ليست كمثيلاتها مما سبقن من الليالي ..
كانت مقفرة جدباء تنعي وحدتي .. نظرت حولي لم أرى ما لم أألفه !!
تعجبت منها ,, فما الجديد الذى أعلنت به تمردا !!
جالت عيناي تناظر أركان حجرتي .. حتى أستوقفني أمراً جلل ..
ستائري أحدثت فوضة لم أستطع غفرانها .. و الرياح قد بعثرت طاولتي ..
فأنزوت صورتك بعيداً عنى .. تاركة ليلتي مقفرة .
دقات الساعة تدوي ، معلنة عن ميلاد عام جديد
أسمع همهمات من حولي فرحة مهنئة ، ألقي نظراتي على أريكتنا ، أتبسم بهدوء
كأنها لم تفقدنا
أخذتني الذكرى لأعوام مضت .. جالت بخلدي لمحات مما كنا و كان .. ضحكت
و هنأت من حولي بالعام
و عيناي لا تبرح أريكتنا
ليلة أخرى كمثيلاتها مرت .. ما بينى و بينك .. يجمعنا زخات مطر شتوية .. فى ليلة حالكة مضيئة بذكرياتنا المتناثرة .. ظللت أكثرها أستتر بستائر غرفتي .. أناظر تلك الشجرة تعصف بها رياح الليل .. أتبسم مستحضرة صوتك يداعب أذني .. أهيم فى مرات لا متناهية .. كنت أقف هنا و صوتك يدوي مختلطاً بنبضات قلبي .. أحلم بك هنا معي .
فأتيت و مضيت .. و عدت وحدي أسهر مع زخات المطر و أتبسم كلما تذكرتك .